إذ هما أعزّ من عرفت
مكّة حسباً وأعرقهم نسباً ، وقد كانت سوداء بنت زهرة الكلابية كاهنة قريش قد رأت السيدة آمنة فقالت : هذه (النذيرة) أو ستلد نذيراً .
( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا
مِن بَعْضٍ )
. وأما زواجهما عليهماالسلام فكان ليلة الجمعة المصادف عشية عرفة ، فما أعظم تلك المناسبتين وما أعظم العروسين !
فهنيئاً لك يا آمنة ، لقد ظفرت بمن
تقطّعت قلوب سيدات مكّة من أجله !! ويذكر بودلي
صاحب (كتاب الرسول) عن فتى هاشم :
إنّ عبد الله اشتهر بالوسامة ، فكان
أجمل الشباب وأكثرهم سحرا وذيوعَ صيتٍ في مكّة ، ويقال انّه لمّا خطب السيدة (آمنة) تحطّمت آمال قلوب الكثيرات من سيدات مكّة اللاتي كُنّ يؤمّلنه ، فهو حلم عذارىٰ قريش ومرمىٰ
آمال الفتيات ! الأمر الذي يشير إلىٰ كون عبد الله عليهالسلام يوسف قريش في اتزانه
وجماله.
شمائلها وصفاتها عليهاالسلام :
كانت من أحسن النساء جمالاً ، وأعظمهن
كمالاً ، وأفضلهن حسباً ونسباً ، وكان وجهها كفلقة القمر المضيء ، وقد وصفها أمير المؤمنين علي عليهالسلام : قائلاً :
« والله ما في بنات مكّة مثلها ، لأنّها
محتشمة ونفسها طاهرة مطهرة ، عفيفة أديبة عاقلة ، فصيحة بليغة ، وقد كساها الله جمالاً لا يوصف ».
والحق : إنّ السيدة آمنة كانت من أكابر
النساء ، ومن أشراف النسوة
_____________