أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها ! هذه
والله مصيبة لا عزاء لها ، ورزية لا خلف لها » ثمّ بكيا جميعاً ساعة وأخذ عليُّ عليهالسلام رأسها وضمّها
إلىٰ صدره ، ثمّ قال : «
أوصيني بما شئتِ ، فإنّكِ تجديني فيها أمضي كما أمرتِني به ، وأختار أمرك علىٰ أمري » .
ثمّ ذكرت وصاياها ، وقد جاءت في كتب
السيرة علىٰ النحو التالي :
« بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصت
به فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
أوصت هي تشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّداً رسول الله ، وأن الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث مَن في القبور.
يا عليّ ، أنا فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله ، زوّجني الله منك
لأكون لك في الدنيا والآخرة ، أنت أولىٰ بي من غيري حنّطني وغسّلني وكفنّي بالليل وصلِّ عليّ ، وادفنّي بالليل ، ولا تُعْلِم أحداً ، وأستودعك الله واقرأ علىٰ ولدي
السلام إلىٰ يوم القيامة »
.
ثمّ أوصت إلىٰ عليّ عليهالسلام أن يتزوّج بعدها من
ابنة أُختها أُمامة بنت زينب بنت السيدة خديجة الكبرىٰ سلام الله عليها ، وقالت عليهاالسلام : «
إنها تكون لأولادي مثلي »
، وأن يتّخذ لها نعشاً وصفته له .
وأن لا يشهد جنازتها أحد ممن كانت غاضبة
عليهم ، وأن لا يصلّي عليها
_____________