ولكن علم الله ورسوله فإذا رددتم عليّ فقد رددتم على الله » ، ثمّ رجع إلى المسجد يستغفر لهم ، فلمّا دعا تحوّلت حصيّات المسجد درّا وياقوتا ، فرجع أحد الرجلين كافرا وثبت الآخر (١).
[٦] ومنها : أنّه خطب بالبصرة فقال : « سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوا من عنده علم المنايا والبلايا والأنساب في الأصلاب وفصل الخطاب » ، وأنّه قال عليهالسلام : « سلوني عمّا دون العرش » ، فقام إليه رجل في عنقه كتاب فقال رافعا صوته : أيّها المدّعي ما لا يعلم ، والمتقلّد ما لا يفهم إنّي أسألك فأجب ، فوثب إليه أصحاب عليّ عليهالسلام ليقتلوه ، فقال عليهالسلام : « دعوه ؛ فإنّ حجج الله لا تقوم بالبطش ولا بالباطل حتّى يظهر براهين الله » ، ثمّ التفت إلى الرجل وقال : « قل بكلّ لسانك فإنّي مجيب إن شاء الله تعالى » ، فقال الرجل : كم بين المشرق والمغرب؟ فقال : « مسافة الهواء » ، قال : وما مسافة الهواء؟ قال : « دوران الفلك » ، قال : فما دوران الفلك؟ قال : « مسيرة يوم الشمس » ، قال الرجل : صدقت ، قال : فمتى يوم القيامة؟ قال : « عند حضور المنيّة وبلوغ الأجل » ، قال صدقت. قال : فكم عمر الدنيا؟ قال : « يقال سبعة آلاف ، ثمّ لا تحديد » ، قال : صدقت. فأين مكّة من بكّة؟ فقال : « مكّة أكناف الحرم وبكّة مكان البيت » ، قال : لم سمّيت مكّة؟ قال : « لأنّ الله مكّ الأرض تحتها أي دحاها » ، قال : فلم سمّيت بكّة؟ قال : « لأنّها بكّت عيون الجبّارين والمذنبين » قال : صدقت. قال : وأين كان الله قبل خلق عرشه؟ فقال عليهالسلام : « سبحان الله من لا يدرك كنه صفاته حملة عرشه على قرب مراتبهم ، ويحك لا يقال : لم ، ولا : كيف ، ولا : أين ، ولا : متى ، ولا : حيث » ، فقال الرجل : صدقت ، فكم مقدار ما لبث العرش على الماء قبل خلق الأرض والسماء؟ فقال عليهالسلام : « لو صبّ في الأرض خردل حتّى سدّ الهواء ، وملأ ما بين الأرض والسماء ، ثمّ أذن لك على ضعفك أن تنقله حبّة حبّة من المشرق إلى
__________________
(١) « مشارق أنوار اليقين » : ٨٢ ؛ « مدينة المعاجز » ٢ : ٤٧.