ولا شبهة أنّ المؤاخاة سيّما على الوجه المذكور تدلّ على الأفضليّة فيكون هو الإمام.
[٥] ومنها : ما روي عن الجمهور كافّة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أتي بطائر ، فقال : « اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليّ يأكل معي من هذا الطائر » فجاء عليّ فدقّ الباب ، فقال أنس بن مالك : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على حاجة ، فرجع ، ثمّ قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قال أوّلا ، فدقّ علي عليهالسلام الباب ، فقال أنس : أولم أقل لك : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على حاجة؟ فرجع ، ثمّ قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قال في الأوليين ، فجاء عليّ عليهالسلام فدقّ الباب أشدّ من الأوليين فسمعه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وقد قال له أنس : إنّه على حاجة ـ فأذن له بالدخول فقال : « يا عليّ ، ما أبطأك عنّي؟ » قال : « جئت فردّني أنس ثمّ جئت فردّني ثمّ جئت فردّني » فقال : « يا أنس ما حملك على هذا؟ » فقال : رجوت أن يكون الدعاء لأحد من الأنصار ، فقال : « يا أنس أو في الأنصار خير من عليّ؟ أو في الأنصار أفضل من عليّ؟ » (١) فإذا كان عليّ أحبّ الخلق إلى رسول الله أو إلى الله ـ على نسخة « إليك » مكان « إليّ » ـ كان أفضل فيكون هو الإمام.
[٦] ومنها : قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لضربة عليّ يوم الخندق خير من عبادة الثقلين » (٢).
ووجهه : أنّ ضربته يومئذ كانت سببا لاستحكام أمر الدين.
[٧] ومنها : ما روي عن الجمهور من أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر أصحابه بأن يسلّموا على عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين وقال : « إنّه سيّد المسلمين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين » (٣) ، وقال : « هذا وليّ كلّ مؤمن بعدي » (٤) ، وقال : « إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة » (٥) ، وكلّ ذلك دليل على المطلوب.
__________________
(١) « الجامع الصحيح » ٥ : ٦٣٦ ـ ٦٣٧ ، كتاب المناقب ، باب ٢١ ، ح ٣٧٢١ ؛ « المناقب » لابن المغازلي » : ١٦٤ ـ ١٧٦.
(٢) « التفسير الكبير » ١١ : ٢٣١ ذيل الآية ٣ من سورة القدر.
(٣) « المناقب » لابن المغازلي : ١٣١ ، ح ١٤٦.
(٤) المصدر السابق : ٢١١ ، ح ٢٧٦.
(٥) المصدر السابق : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، ح ٢٧٠.