وقد حكي عن بعض أهل السنّة أنّه قال : « المراد من الكلمات هذه : يا حامد بحقّ محمّد ، ويا عليّ بحقّ عليّ ، ويا فاطر بحقّ فاطمة ، ويا محسن بحقّ الحسن ، ويا قديم الإحسان بحقّ الحسين فاغفر لي ، فتاب عليه ».
وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « لو كانت البحار مدادا والأشجار أقلاما والسماوات صحافا والإنس والجنّ كتابا ، لنفد المداد وفنت الصحف وكلّت الأقلام ولم يكتبوا عشر معاشر فضل عليّ عليهالسلام » (١).
وبالجملة ، فإذا كان عليّ عليهالسلام سببا لقبول : توبة أبي الأنبياء وصفيّ الله ، فكيف يجوّز عاقل أن لا يجعل رئيسا وإماما ، بل جعل مرءوسا ومأموما لمن هو مفضول لو سلّم أصل الفضل لغيره.
[٩] ومنها : قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ـ إلى قوله تعالى ـ : ( عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) (٢) ، فإنّه قد حكي عن الصحاح الستّة وتفاسير أهل السنّة (٣) وفاقا للإماميّة أنّه نزل في شأن عليّ عليهالسلام عند مفاخرة العبّاس بسقاية الحاجّ من زمزم ، وطلحة بكون مفتاح الكعبة في يده ، وأمير المؤمنين بإيمانه قبل جميع الناس بستّة أشهر والجهاد وإرادة ردّ الأمر إلى رسول الله ، فتصديق الله لعليّ عليهالسلام وتفضيله على العبّاس ومن يماثله دليلان على تقدّمه على غيره.
ومثل ذلك قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً ) (٤) ؛ لكون عليّ عليهالسلام كاملا في تلك الصفات.
[١٠] ومنها : قوله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها
__________________
(١) « كشف الغمّة » ١ : ١١٢ ، في فضل مناقبه.
(٢) التوبة (٩) : ١٩.
(٣) « التفسير الكبير » ٦ : ١٢ ، ذيل الآية ١٩ من سورة التوبة (٩).
(٤) التوبة (٩) : ٢٠.