والإنجيل ، وإن
أنكره الزنديق » .
ومنها
: « أنّه إذا تعلّق
مشيئة الله بإرسال رسول إلى قوم ، وأمرهم بإطاعته لا بدّ من إعطاء علامة دالّة على
صدق ذلك الرسول ، فيهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة ، ولئلاّ يكون
للناس على الله حجّة ، فلله الحجّة البالغة ، وتلك العلامة هي المعجزة المصدّقة ،
كثعبان موسى ، وإحياء عيسى.
وقد صرّح بذلك في
كتاب من كتب خمسة للتوراة حيث قال : سيأتي نبيّ من لم يؤمن به ، انتقم منه ،
فقالوا هم : تعرف ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّه حقّ؟ قال : إنّه يعد شيئا فانظروا إن وعد ، إن حصل
آمنوا به ، وإلاّ فلا ، فجعل الإخبار بالغيب من المعجزة.
وتوهّم عدم الفرق
بين المعجزة وبين نحو السحر والشعبذة ـ ممّا يثبت به نحو النبوّة ـ فاسد ؛ فإنّ
المعجزة أثر عجيب واقعي خارق للعادة مقترن بادّعاء ، نحو النبوّة الممكنة على وجه
المطابقة لما واقع عليه المطالبة ، فلا يمكن التعلّم بالكسب والرياضة ، بخلاف
غيرها كالسحر والشعبذة فإنّه ممّا يمكن تعلّمه بالكسب والرياضة.
وقد يتحقّق في ضمن
الخيالي غير الواقع ، مع أنّه لو اقترن بادّعاء نحو النبوّة الممكنة يجب على الله
إبطاله لئلاّ يكون للناس على الله حجّة ، فلا يتحقّق الاقتران والمطابقة كما هو في
صورة الإتيان بما هو غير محلّ المطالبة ، كشفاء الأعمى عند مطابقة إنطاق الجماد
ونحوه ممّا هو خارق العادة ، فالفرق واضح عند عدم من له أدنى مسكة ، فتنحسم مادّة
الشبهة بلا شبهة.
وكذا تمتاز
المعجزة عن الأرض والكرامة ، ككسر بناء كسرى ، وغور ماء ساوه ، وخمود النار ،
ونحوها من خوارق العادة.
__________________