الواو التي تثبت خطّا لا لفظا ، والنون الساكنة ـ بمعنى : في القصد ، أي في رأيه وهواه.
« دبر وهى نابى » مضى بيانها ، وكذا « لأ ».
« تاغور » ـ بالتاء المثنّاة الفوقانيّة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، ثمّ الغين المعجمة المضمومة ، مع الواو الساكنة ، والراء المهملة الساكنة ـ بمعنى : تخاف ، أي لا تخشى.
« مي م نو » ـ بالميم المكسورة بالكسرة الإشباعيّة التي يتولّد منها الياء ، ثمّ الميم المكسورة بالكسرة المطلقة ، فالنون المضمومة مع الواو الساكنة ـ بمعنى : منه ، مع تضمّنه معنى منّا ، أي لا تخف منه ولا منّا في قتل ذلك الكاذب ، ولعلّه لذا كرّرت الميم بمعنى : من.
فإذا عرفت ما ذكرنا نقول : إنّ المعنى التركيبي المستفاد من الآيات المذكورة أنّ موسى عليهالسلام يخبر عن الله تعالى ـ في السفر الخامس من التوراة الذي هو كالمثنّى لما تقدّم من باب التذكرة لمن تقدّم ، والتبصرة لمن تأخّر ، ولهذا يسمّى مشته ثورى ـ :
بأنّه تعالى يبعث لك نبيّا من بنيك من إخوتك كمثلي فاسمعوا له وأطيعوه ، وكلّ ما سألت من عند الله الخالق في الحورب في يوم الاجتماع بهذا القول لا أزيد في الطلب بطلب سماع صوت الله الذي هو خالقي ، ولا أرى تلك النار الكبيرة والصاعقة المهلكة بعد ، ولا أموت بتأثيرها ، ويأمر الله ويقول لي : أحسنوا فيما قالوا من عدم طلب صوت الله. وقال الله تعالى : نبيّا أبعث لهم من بين إخوتهم كمثلك وأعطني كلامي في فيه وهو يتكلّم معهم بكلّ ما أوصيه ، وأحكم به ـ يعني بطريق الوحي ـ إليه كما إلى موسى ، ولكن من غير صاعقة موحشة مهلكة ؛ بحيث أدري أنا ويدري هو من غير إدراك غيرنا مثل كلام أهل النجوى والمشورة ، كما هو حال الوحي من الله إلى خاتم الأنبياء ، وقال الله تعالى : وكلّ من لا يسمع كلماتي التي يتكلّم ذلك النبيّ بها باسمي أنا أؤاخذ منه وأعاقبه ، ومن ادّعى النبوّة وقصد هوى نفسه في التكلّم باسمي بما لا أوصيه للتكلّم ، أو تكلّم باسم آلهة أخرى فهو واجب القتل.