تبرح من مكانك حتى آتيك ، فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه ، فاعتقه وملكه الحائط » (١). وروي أنّه « وقف رجل على الحسن بن علي عليهماالسلام فقال : يابن أمير المؤمنين بالّذي أنعم عليك بهذا النعمة الّتي ما تليها منه بشفيع منك إليه ، بل إنعاماً منه عليك إلاّ ما انصفتني من خصمي فإنّه غشوم ظلوم ، لا يوقّر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير ، وكان متكئا فاستوى جالساً وقال له : من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ فقال له : الفقر ، فأطرق عليهالسلام ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له : احضر ما عندك من موجود ، فاحضر خمسة آلاف درهم ، فقال : ادفعها إليه ، ثم قال له : بحق هذه الأقسام الّتي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمك جائراً إلاّ ما أتيتني منه متظلماً » (٢). وقال ابن شهرآشوب : « ومن سخائه عليهالسلام ما روي أنّه سأل الحسن بن علي عليهماالسلام رجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار ، وقال : ائت بحمال يحمل لك ، فأتى بحمّال فأعطاه طيلسانه ، فقال : هذا كرى الحمال. وجاءه بعض الأعراب ، فقال : اعطوه ما في الخزانة ، فوجد فيها عشرون ألف درهم ، فدفعها إلى الأعرابي » (٣). وقيل له عليهالسلام : لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة ؟ فقال : « إنّي لله سائل وفيه راغب وأنا أستحيي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً ، وإنّ الله تعالى عوّدني عادة ؛ عوّدني أن يفيض نعمه عليّ ، وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس ، فأخشى أن قطعت العادة أن يمنعني العادة ، وأنشأ يقول :
إذا ما أتاني سائل قلت مرحباً |
|
بمن فضله فرض عليّ معجل |
ومن فضله فضل على كل فاضل |
|
وأفضل أيام الفتى حين يسأل » (٤). |
وقال عبدالله بن عباس حول كرم الإمام الحسن عليهالسلام : « قاسم الله ماله ثلاث
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ : ٣٨.
(٢) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٥٠ / ٢٢.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٠.
(٤) نور الأبصار / الشبلنجي : ١٣٥.