وجودي » (١). وعن جابر قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله عزّ وجل جعل ذريّة كلّ نبي في صلبه ، وإنّ الله تعالى جعل ذريّتي في صلب علي بن أبي طالب » (٢).
وعن عمر بن الخطّاب ، قال : « سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : كلّ بني أنثى فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم » (٣). وقال صلىاللهعليهوآله : « الحسن والحسين سبطان من الأسباط » (٤). وقال صلىاللهعليهوآله : « حسن سبط من الأسباط » (٥).
والأحاديث الشريفة المتقّدمة والتي تبيّن فضائل الإمام الحسن عليهالسلام يراد منها : تنبيه المسلمين وتوجيههم للارتباط بأرقى نماذج الشخصية الإنسانية لكي يقتدوا بها ويستسلمون استسلاماً واعياً متعقّلاً لمفاهيمها وقيمها ، ولكي يميّزوا بين الحقّ والباطل في معترك الأهواء والصراع والمنافسة بين التيّارات المتصارعة الآنية والمستقبلية ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله أهل البيت عليهمالسلام المقياس والميزان الذي تقاس وتوزن به المواقف والشخصيّات والتيّارات ، فمحاربتهم محاربة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ومسالمتهم مسالمة لرسول الله صلىاللهعليهوآله كما ورد عن أبي هريرة ، قال : « نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عليّ وابنيه وفاطمة ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمـكم » (٦). ونحوه عن زيد بن أرقـم (٧). وفي هذا الحديث الشريف ألقى رسول الله صلىاللهعليهوآله الحجّة على أعداء أهل البيت عليهمالسلام وبيّن سلامة مواقفهم في خضمّ الأحداث الواقعة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله كحرب الجمل وصفّين والنهروان ، وتمرّد معاوية الباغي الخبيث على دولة الإمام الحسن عليهالسلام ، وقتل يزيد ( لعنه الله )
__________________
(١) المعجم الكبير ٢٢ : ٤٢٣ / ١٠٤١.
(٢) المعجم الكبير ٣ : ٤٤ / ٢٦٣٠.
(٣) المعجم الكبير ٣ : ٤٤ / ٢٦٣١.
(٤) كنز العمّال ١٢ : ١١٩ / ٣٤٢٨٣.
(٥) أسد الغابة / ابن الأثير ١ : ٤٩٠.
(٦) سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٥٨.
(٧) المعجم الكبير ٣ : ٤٠ / ٢٦٢٠.