لَهُمُ الْحَقُّ ) (١) ، ولم يجعل الله عز وجلّ للشيطان عليك سلطاناً. يا محمد ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك ؟ سمعت أباك عليهالسلام يقول يوم البصرة : من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ محمداً ولدي ... يا محمد بن عليّ أما علمت أنّ الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي ؛ إمام من بعدي وعند الله جلّ اسمه في الكتاب ، وراثة من النبي صلىاللهعليهوآله أضافها الله عزّوجلّ له في وراثة أبيه وأمّه ، فعلم الله أنكم خيرة خلقه ، فاصطفى منكم محمداً صلىاللهعليهوآله واختار محمد علياً عليهالسلام واختارني عليّ عليهالسلام بالامامة ، واخترت أنا الحسين عليهالسلام ». فقال له محمد : « أنت إمام وأنت وسيلتي إلى محمد صلىاللهعليهوآله ... الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلماً ، وأقربنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله رحماً ، كان فقيهاً قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم الله في أحد خيراً ما اصطفى محمداً صلىاللهعليهوآله ، فلما اختار الله محمداً ، واختار محمد علياً ، واختارك عليّ اماماً ، واخترت الحسين ؛ سلّمنا ورضينا » (٢).
ولما دنى أجله عليهالسلام ، قال لأخيه الإمام الحسين عليهالسلام : « يا أخي إنّ هذه آخر ثلاث مرار سقيت فيها السمّ ، ولم أسقه مثل مرّتي هذه ، وأنا ميت من يومي ، فإذا أنا متّ فادفني مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فما أحد أولى بقربه منّي ، إلاّ أن تمنع من ذلك فلا تسفك فيه محجمة دم ».
ولما اُستشهد عليهالسلام أخرج الإمام الحسين عليهالسلام نعشه يُراد به قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فركب مروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، حتى كادت أن تقع فتنة ، وكانت عائشة قد ركبت في ذلك اليوم بغلة شهباء ، وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقال لها : يا عمّة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء ؟ فرجعت. واجتمع مع الحسين بن علي عليهماالسلام جماعة وخلق من الناس ، فقالوا له :
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٠٩.
(٢) الكافي ١ : ٣٠٠ / ٢ ، باب الاشارة والنصّ على الحسين بن علي عليهماالسلام.