وكان عليهالسلام
يؤثر غيره على نفسه في اللباس ، ففي خبر طويل عن الأصبغ ابن نباتة أنه اشترى ثوبان ؛ ثوب بأربعة دراهم ، وثوب بثلاثة دراهم ، وقال لغلامه قنبر : اختر فاختار الذي بأربعة ، ولبس هو الذي بثلاثة .
كلّ ذلك لأنّه يؤثر على نفسه ، ويفضل
مصلحة غيره على مصلحته ، وكان حفيده الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام
إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته في الشتاء. وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته في الصيف. وكان يلبس من خير الثياب. فقيل له : تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها ، فلو بعتها وتصدقت بثمنها ؟ فقال عليهالسلام
: «
إني أكره أن أبيع ثوباً صليت فيه »
.
والأئمة :
عموماً كانوا يحثّون شيعتهم على تحقيق أعلى درجة من التعاون والإيثار في هذا الشأن ، قال الإمام الباقر عليهالسلام
لأحد أصحابه : «
يا إسماعيل ، أرأيت فيما قِبَلكم إذا كان الرجل ليس له رداء وعند بعض إخوانه فضل رداء يطرحه عليه حتى يصيب رداءً ؟ فقلت : لا ، قال : فإذا كان له إزار يرسل إلى بعض إخوانه بإزاره حتى يصيب إزارا ، فقلت : لا ، فضرب بيده على فخذه ثم قال : ما
هؤلاء بإخوة » .
وهكذا نجد مسألة توفير الكساء تتصدر
سلّم الأولوية أيضاً كحاجة أساسية ينبغي تأمينها للمحتاجين.
________________