الرواية الصحيحة ، أو ما صح عن غير الصادقين عليهم السلام ، ومحمد بن يعقوب قد أعطاه ما سأله ، فكتب كتابا مشتملا على الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام في جميع فنون علم الدين ، وإن إشتمل كتابه على غير الآثار الصحيحة عنهم عليهم السلام ، أو الصحيحة عن غيرهم أيضا إستطرادا وتتميما للفائدة ، إذ لعل الناظر يستنبط صحة رواية لم تصح عند المؤلف ، أو لم تثبت صحتها.
ويشهد على ما ذكرناه : أن محمد بن يعقوب روى كثيرا في الكافي عن غير المعصومين أيضا ولا بأس أن نذكر بعضها : ١ ـ ما رواه عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هشام ابن الحكم ، قال : (الاشياء لا تدرك إلا بأمرين (١).
٢ ـ ما رواه بسنده عن أبي أيوب النحوي ، قال : (بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل (٢) ، ورواه أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن النضر بن سويد (٣).
٣ ـ ما رواه بسنده عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : (لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام إرتج الموضع بالبكاء) (٤).
٤ ـ ما رواه بسنده عن إدريس بن عبد الله الاودي ، قال : (لما قتل الحسين عليه السلام ، أراد القوم أن يوطئوه الخيل) (٥).
٥ ـ ما رواه بسنده عن الفضيل ، قال : (صنايع المعروف وحسن البشر يكسبان
______________
(١) الكافي : الجزء ١ ، الكتاب ٣ ، باب إبطال الرؤية ٩ ، الحديث ١٢.
(٢) الكافي : الجزء ١ ، الكتاب ٤ باب الاشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام ٧٠ ، الحديث ١٣.
(٣) الكافي : الجزء ١ ، الكتاب ٤ ، باب الاشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام ٧٠ ، الحديث ١٤.
(٤) الكافي : الجزء ١ ، الكتاب ٤ ، باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه ١١٢ ، الحديث ٤.
(٥) الكافي : الجزء ١ ، الكتاب ٢ ، باب مولد الحسين بن علي عليهما السلام ١١٥ ، الحديث ٨.