سألتني ، وسأخبرك كما أخبرني ، فقلت : يا رسول الله (١) ، رفعت رأسك ثم تبسمت. فقال : يا علي ، إنه ليس من أحد يركب فيذكر ما أنعم الله به عليه ، ثم يقرأ آية السخرة ، تم يقول : أستغفرالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. إلا قال الله السيد الكريم (٢) : ملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ، اشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه».
أقول أنا : أفلا نراه عليهالسلام قد قال عند ركوب الدابة فذكر ما أنعم الله به عليه ، وأما آية السخرة فإنها مذكرة للعبد بما سخر الله ـ جل جلاله ـ له ، وأحسن به إليه ، وهي ( انّ ربّكم الله آلّذي خلق السموات والآرض في ستة ايام ثّم استوى على العرش يغشي آلليل النّهار يطلبه حثيثاً والشّمس والقمر والنجوم مسخّرات با مره الا له الخلق والآمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربّكم تضرّعا وخفية انه لايحب المعتدين * ولاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً ان رحمة الله قريب من المحسنين ) (٣).
أقول : وروي أن الصادق عليهالسلام كان يقول إذا وضع رجله في الركاب. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. ويسبح الله سبعاً ، ويحمد الله سبعاً ، ويهلل الله سبعاً.
وفي رواية صفوان بن مهران الجمال : أنه عليهالسلام لما ركب الجمل قال : «بسم الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون (٤)» (٥).
أقول : فإذا استويت على الدابة فقل : الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ومن علينا بمحمد صلىاللهعليهوآله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى
__________________
(١) في «ش» زيادة : أراك.
(٢) في «ش» زيادة : اللطيف.
(٣) الأعراف ٧ : ٥٤ ـ ٥٦.
(٤) في «ش» زيادة : والحمد لله رب العالمين.
(٥) البحار ٧٦ : ٢٩٨ / ٣٤.