به أدرك به من المجد أقاصيه ، وعقد بالنجم نواصيه ، وإذا نسب انتسب الرقّة إلى نسيبه ، وفاز بالقدح المعلّى من نصيبه . ا هـ .
وفي عمدة الطالب : هو ذوالفضائل الشائعة والمكارم الذائعة كانت له هيبة وجلالة وفقه وورع وتقشّف ومراعاة للأمل والعشيرة ، ولّى نقابة الطالبيّين مراراً ، وكانت إليه إمارة الحاجّ والمظالم ، كان يتولّى عن أبيه ذي المناقب ، ثمَّ تولّى ذلك بعد وفاته مستقلّاً ، وحجّ بالناس مرّات ، وهو أوَّل طالبيّ خلع عليه السواد ، وكان أحد علماء عصره ، قراء على أجلّاء الأفاضل ا هـ .
قلت : جلالة قدره
وعظم شأنه أعظم من أن يحويه نطاق البيان ، ومآثره وفضائله أشهر لا يحتاج إلى الإطناب في المقال ، وليس من كتب التراجم إلّا وفيه إيعاز إلى
لمع من محامده وتحليل من كرائم نفسيّاته وسيرته ، وهتاف إلى فضائله ومآثره ، ولايمكننا في
هذا المختصر إيراد كلّ ما في التراجم من إطرائه وإكباره وتبجيله والثناء عليه ، ولنختم
الكلام بذكر ما أفرغ . عن لسان الاُمّة جمعاء السيّد صدر الدين في تأسيس الشيعة قال في ص ٣٣٨
: كان فصيح قريش ، وناطقة الاُدباء ، ومقدام العلماء والمبرّز على سائر الفضلاء
والبلغاء ، المتقدّم ذكره في مشاهير الشعراء ، صنّف في جميع علوم القرآن ، منها كتابه المترجم
بحقائق التنزيل ودقائق التأويل ، كشف فيه عن غرائب القرآن وعجائبه وخفاياه وغوامضه ، و أبان غوامض أسراره ودقائق أخباره ، وتكلّم في تحقيق حقائقه وتدقيق تأويله بمالم يسبقه أحد إليه ، ولاحام طائر فكر أحد عليه ـ إلى أن قال ـ : وبالجملة ليس الرائي كمن سمع ، إن كان هذا هو التفسير فغيره بالنسبة إليه قشر اللّباب بلاارتياب ، ولعمري
إنّه الّذي يبيّن بالعيان لا بالبرهان أنَّ القرآن هو الكلام المتعذّر المعوز ، والممتنع
المعجز ، بعبارات تضمّنت عجائب الفصاحة وبدائعها ، وشرائف الكلام ونفائسها ، و جواهر الألفاظ وفرائدها ، يعجز والله فم البيان عن بيانها ، ويضيق صدر القول عن
قيلها ، ويكلّ لسان اليراع عن تحريرها ، فليتني بباقي أجزائه أحضى ، وللتمتّع بأنوارها
أبقى ، وعلى الدنيا العفا بعد فقدها ، ويالله العجب من غزارة علم هذا السيّد الشريف مع قلّة