٥ ـ دراسة مصادر الكتاب
أ ـ تمهيد :
من جميل ما تمتاز به مصنّفات السيّد ابن طاوس أنّها سلطت الضوء ـ وبوضوح ـ على محتويات مكتبته ، فهو رضوان الله عليه عند ما ينقل نصا من النصوص يذكر مصدره ، ومؤلف المصدر ، وفي كثير من الأحيان يذكر مواصفات النسخة التي بحوزته من ذلك الكتاب ، بالإضافة إلى طريقه للكتاب.
يترتب على ذلك أنّ المؤلّف حفظ لنا تراثا ضخما ، كاد لولاه أن يكون في خبر ( كان ) ، بعد أن قست عليه يد الدهر فإضاعته ، وجنت عليه حوادث الزمان فأهملته ، حتى أنّ مجموعة كبيرة من المصادر ينفرد السيّد ابن طاوس بالنقل عنها ، ككتاب الدعاء لسعد بن عبد الله الأشعري ، وكثير من أصول الأصحاب.
وللأسف الشديد أن كل من تناول بالبحث والدراسة مكتبة السيّد ابن طاوس لم يتطرق بشمولية وموسوعية إلى محتوياتها ، مما يجعل البحث ناقصا والدراسة مبتورة ، وما فعلته من دراسة مصادر الكتاب ، لا يعدو كونه محاولة متواضعة في اطار المصنّفات التي نقل عنها السيّد ابن طاوس في