أعينوني » (١) ، وفي رواية : « أغيثوني » (٢) .
وجاء في قصّة قارون : لمّا خسف به أنّه استغاث بموسى عليهالسلام فلم يغثه وصار يقول : « يا أرض خذيه » ، فعاتبه اللَّه تعالى حيث لم يغثه وقال له : « استغاث بك فلم تغثه ولو استغاث بي لأغثته » (٣) .
وقال : وكان هؤلاء المانعين للتوسّل والزيارة يعتقدون أنّه لا يجوز تعظيم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فحيثما صدر من أحد تعظيم له صلىاللهعليهوآله حكموا على فاعله بالكفر والإشراك ، وليس الأمر كما يقولون ، فإنّ اللَّه تعالى عظّم النبيّ صلىاللهعليهوآله في القرآن بأعلى أنواع التعظيم ، فيجب علينا أن نعظّم من عظّمه اللَّه تعالى وأمر بتعظيمه .
قال : بل ذلك من أعظم الطاعات والقربات ، قال اللَّه تعالى : ( وَ مَن يُعَظِّمْ شَعَرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (٤) ، وقال اللَّه تعالى : ( وَ مَن يُعَظِّمْ حُرُمَتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ) (٥) .
ومن ذلك الكعبة المعظّمة والحجر الأسود ومقام إبراهيم عليهالسلام فإنّها أحجار وأمرنا اللَّه تعالى بتعظيمها بالطواف بالبيت (٦) ومسّ الركن اليماني (٧)
__________________
(١) مجمع الزوائد للهيثمي ١٠ : ١٣٢ ، مرقاة المفاتيح للقارئ ٥ : ٣٥٣ .
(٢) المعجم الكبير للطبراني ١٧ : ١١٨ / ٢٩٠ ، كنز العمال ٦ : ٧٠٦ / ١٧٤٩٨ .
(٣) المعرفة والتاريخ للفسوي ١ : ٤٠٢ ، إحياء العلوم للغزالي ١٦ : ٩٥ ، تفسير البيضاوي ٤ : ٣٣ ، التبصرة لابن الجوزي ١ : ٢٥٩ ، تفسير القرطبي ١٣ : ٣١١ ، تفسير القمّي ٢ : ١٤٥ ، مجمع البيان ٧ : ٤٨٩ .
(٤) سورة الحجّ ٢٢ : ٣٢ .
(٥) سورة الحجّ ٢٢ : ٣٠ .
(٦) راجع صحيح البخاري ٢ : ٦٦٩ الباب ١٠٢٢ و ١٠٢٥ و ١٠٣٨ ، سنن النسائي ٥ : ٢٢١ ـ ٢٢٢ ذكر الفضل في الطواف ، سنن الدارمي ٢ : ٤٣ الكلام في الطواف .
(٧) راجع صحيح البخاري ٢ ک ٦٦٧ الباب ١٠٢٠ ، سنن أبي داوُد ٢ : ١٧٥ الباب ٤٨ ـ