وأكثر الشيخ ابن الصبّاغ المالكي في فصول المهمّة من النقل عنه ، و يعبر عنه بالإمام الحافظ (١) ، وقد احتجّ الحافظ ابن حجر العسقلاني برواية محمّد بن طلحة الشافعي المذكور في شرحه على الصحيح المعروف بفتح الباري في شرح صحيح البخاري (٢) فراجع .
نصّ المسعودي :
ومنهم : عليّ بن الحسين أبو الحسين المسعودي ، ذكره ناصر السنّة تاج الدين السبكي في طبقات الشافعيّة الكبرى قال : أصله من بغداد، وأقام بها زماناً وبمصر أكثر ، وكان أخبارياً مفتياً علّامة ، صاحب ملح وغرائب ، سمع من نفطويه وابن زبر القاضي وغيرهما ، ورحل إلى البصرة فلقي بها أبا خليفة الجمحي ، ولم يعمر على ما ذكر ، وقيل : إنّه كان معتزلي العقيدة ، مات سنة خمس وأربعين أو ست وأربعين وثلاثمائة ، وهو الذي يملي عن أبي العبّاس ابن سُريح رسالة البيان عن اُصول الأحكام ، وهذه الرسالة عندي نحو خمس عشرة ورقة ، ذكر المسعودي في أوّلها : أنّه حضر المجلس لعيادة أبي العبّاس جماعة من حذّاق الشافعيّين والمالكيّين والكوفيّين والداوديّين وغيرهم من أصناف المخالفين ، فبينما أبو العبّاس يكلّم رجلاً من المالكيين إذ دخل عليه رجل معه كتاب مختوم ، فدفعه إلى القاضي أبي العبّاس ، فقرأه على الجماعة ، فإذا هو من جماعة الفقهاء المقيمين ببلاد الشاش يُعلِمونه أنّ الناس في ناحيتهم أرض شاش وفرغانة مختلفون في اُصول فقهاء الأمصار ممّن لهم الكتب المصنّفة والفتيا
__________________
(١) الفصول المهمّة : ١٤٧ ، ١٥٢ ، ١٧٤، ١٧٦ .
(٢) فتح الباري ١١ : ٧٤ .