وتقبيل الحجر الأسود (١) وبالصلاة خلف المقام (٢) و بالوقوف للدعاء عند المستجار (٣) وباب الكعبة (٤) والملتزم (٥) ، ونحن في ذلك كلّه لم نعبد إلّا اللَّه تعالى ، ولم نعتقد تأثيراً لغيره ولا نفعاً ولا ضرّاً ، فلا يثبت شيء من ذلك لأحد سوى اللَّه تعالى (٦) ..
وهؤلاء المنكرون للتوسّل والزيارة فارقوا الجماعة والسواد الأعظم ، وعمدوا إلى آيات كثيرة من آيات القرآن التي نزلت في المشركين فحملوها على المؤمنين الذين تقع منهم الزيارة والتوسّل ، وتوصّلوا بذلك إلى تكفير أكثر الاُمّة من العلماء والصلحاء والعبّاد والزهّاد وعوام الخلق « سبحانك هذا بهتان عظيم » (٧) .
وشبهة هؤلاء الخوارج في المنع من طلب الشفاعة منه صلىاللهعليهوآله أنّهم يقولون : إنّ اللَّه تعالى قال في كتابه العزيز : ( مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُو إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (٨) ، وقال تعالى : ( وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ) (٩) فالطالب
__________________
٤٩ ، فتح العزيز للرافعي ٧ : ٣١٦ .
(١) صحيح البخاري ٢ ک ٦٦٨ الباب ١٠٢٢ و ١٥٠٤ و ١٥٠٥ ، سنن الدارمي ٢ : ٥٢ باب في تقبيل الحجر ، سنن أبي داوُد ٢ : ١٧٩ الباب ٤٧ / ١٨٧٣ .
(٢) مسند أحمد ٢ : ١٥ ، ١١٤ و ٣ : ٣٠٩ ، صحيح البخاري ٢ : ٦٧٢ الباب ١٠٣٤ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٤ ، الاُم ٢ : ٢٢٠ .
(٣ و ٤) الدرر السنيّة ( الوهابيّة المتطرّفة ١ ) : ٢٨٤ .
(٥) الاُم للشافعي ٢ : ٢٢١ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٩٨٧ باب الملتزم الباب ٣٥ ح ٢٩٦٢ ، سنن أبي داوُد ١ : ٤٢٣ الباب ٥٥ / ١٨٩٨ .
(٦) خلاصة الكلام في بيان اُمراء البلد الحرام : ٣٣٨ .
(٧) خلاصة الكلام : ٣٤٠ ، الدرر السنيّة ( الوهابيّة المتطرّفة ١ ) : ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ، ٢٩٩ .
(٨) سورة البقرة ٢ : ٢٥٥ .
(٩) سورة الأنبياء ٢١ : ٢٨ .