آل النبيّ ذريعتي |
|
وهمو إليه وسيلتي |
أرجوا بهم اُعطى غدا |
|
بيد اليمين صحيفتي (١) |
ثمّ حكى عن الإمام الترمذي التوسّل بأمر اللَّه تعالى له في المنام بالحسن وأخيه وجدّه و بنيه واُمّه وأبيه ، وأبو عيسى الترمذي إمام حجّة يقتدى به (٢) .
ثمّ ذكر جملة من نحو ذلك ثمّ قال : ومن تتبّع أذكار السلف وأدعيتهم وأورادهم وجدها كلّها مشتملة على التوسّل ، ولم ينكر ذلك أحد عليهم ، ولو تتبّعنا ما وقع من أكابر الاُمّة من التوسّل لامتلأت بذلك الصحف ، وفيما ذكرناه كفاية (٣) .
ثمّ ذكر أنّه لا فرق بين التوسّل والاستغاثة قال : فإذا قلت : أغثني يا رسول اللَّه تريد الإسناد باعتبار التوسّط والشفاعة لا باعتبار الخلق والإيجاد ، ولو تتبّعت كلام العلماء والأئمّة لو جدت شيئاً كثيراً من ذلك (٤) .
ومنه : ما مرّ في صحيح البخاري في مبحث الحشر ووقوف الناس للحساب يوم القيامة : « بينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثمّ بموسى ثمّ بمحمّد صلىاللهعليهوآله » (٥) .
فتأمّل تعبيره صلىاللهعليهوآله بقوله : « استغاثوا بآدم » فإنّ الإسناد مجازي ؛ إذ المستغاث به حقيقة هو اللَّه .
وصحّ عنه صلىاللهعليهوآله لمن أراد عوناً أن يقول : « يا عباد اللَّه
__________________
(١) الصواعق المحرقة ٢ ک ٥٢٥ ـ ٥٢٦ ، وانظر ديوان الإمام الشافعي : ٥٠ ، مناقب الإمام الشافعي للفخر الرازى : ١٤٠ .
(٢) خلاصة الكلام : ٣٣٣ ، حكاه عن مجمع الأحباب للسيد طاهر باعلوي .
(٣ و ٤) خلاصة الكلام : ٣٣٤ ـ ٣٣٧ .
(٥) صحيح البخاري ٢ : ٦٢٢ الباب ٩٣٦ / ١٣٧٩ .