بالشمس وإن علاها سحاب ، يا جابر هذه أسرار اللَّه المكنونة فاكتمها عن غير أهلها » (١) . انتهى.
فهذه نبذة من كلام أهل السنّة فكيف يدّعي اتّفاقهم على عدم الانتفاع به ؟ !
وأمّا الإماميّة فقد نصّ السيد المرتضى الموسوي قدسسرهما ـ أحد أئمّتهم المعروفين فيهم في العلم والفضل ـ قال في مسألة الغيبة :
فإن قيل : فأي فرق بين وجوده غائباً لا يصل إليه أحد ولا ينتفع به بشر و بين عدمه ، و إلّا جاز إعدامه إلى حين علم اللَّه سبحانه بتمكين رعيته له ، كما جاز أن يبيحه الاستتار حتّى يعلم منه التمكين له فيظهر ؟
قيل : أوّلاً : نحن نجوّز أن يصل إليه كثير من أوليائه والقائلين بإمامته فينتفعون به ، ومن لم يصل إليه ولا يلقاه من شيعته ومعتقدي إمامته فهم ينتفعون به في حال الغيبة النفع الذي نقول أنّه لا بدّ في التكليف منه ، لأنّهم مع علمهم بوجوده بينهم وقطعهم على وجوب إطاعته عليهم ولزومها لهم لا بدّ من أن يخافوه و يهابوه في ارتكاب القبائح و يخشوا تأديبه ومؤاخذته فيقلّ منهم فعل القبيح و يكثر فعل الحسن ، أو يكون ذلك أقرب ، إلى آخر ما ذكره (٢) .
وقال في كتابه تنزيه الأنبياء في جواب من قال : إذا كان الإمام غائباً بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق ولا ينتفع به ، فما الفرق بين وجوده وعدمه ؟
__________________
(١) عنه في عبقات الأنوار ٢٠ : ٣٣٨ ، والنجم الثاقب للمحدّث النوري ( المعرّب ) ١ : ٢٥٣ / ٣ ، وانظر كمال الدين ٣ / ٢٥٣ : ١ ، المناقب لابن شهر آشوب ١ / ١٢٨ .
(٢) رسائل السيد المرتضى ٢ : ٢٩٧ .