الغفاري ، سمعت رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله بهاتين إلى آخر ما ذكره المصنّف (١) ، وهذا السند ليس فيه كذّاب ولا مجهول بل كلّهم أجلّاء عدول ، فالحديث ذو إسناد ثابت .
الثالث : بطلان دعوى عدم حجّية رواية الثعلبي بالا تّفاق ، كيف وقد شهد العلماء بأنّه صحيح النقل ، موثوق به ، وأنّه إمام في الفن ، واعتمدوا كتابه ، واحتجّوا بنقله ، وصرّح هو في أوّل كتابه : بأنّه لا يخرّج فيه عن الضعفاء .
قال الواحدي في تفسير الوسيط : ثمّ فرغت للاُستاذ أبي إسحاق أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الثعلبي رحمهالله ، وكان خير العلماء بل بحرهم ، ونجم الفضلاء بل بدرهم ، وزين الأئمّة بل فخرهم ، وواحد الاُمة بل صدرهم ، وله التفسير الملقّب بالكشف والبيان عن تفسير القرآن ، الذي رفعت به المطايا في السهل والأوعار ، وسارت به الفلك في البحار ، وهب هبوب الريح في الأقطار :
و سار مسير الشمس في كلّ بلدة |
|
وهبّ هبوب الريح في البرّ والبحر(٢) |
وأصفقت عليه كافة الاُ مّة على اختلاف نحلهم ، وأقرّوا بالفضيلة في تصنيفه ما لم يسبق إلى مثله ، فمن أدركه وصحبه علم أنّه كان منقطع القرين ، ومن لم يدركه فلينظر في مصنّفاته ليستدلّ بها أنّه كان بحراً لا ينزف ، وغمراً لا يسبر ، وقرأت عليه من مصنّفاته أكثر من خمسمائة جزء ، منها :
__________________
(١) الكشف والبيان عن تفسير القرآن ( تفسير الثعلبي ) ١١ : ٣٩١ : ١٢٩٦ .
(٢) البيت من الطويل ، قائله علي بن الجهم ، انظر يتيمة الدهر للثعالبي ١ : ١٤٠ ، وفيه : فسار بدل : وسار.