إن شاء اللَّه تعالى . (١) .
ولو أخرجنا كلّ طرق هذا الحديث التي في كلّ تلك الكتب مع الإسناد والمتن صار كتاباً ضخماً ، وكنّا خرجنا عن وضع ما نحن فيه ، لكنّا قد دلّلنا على مواضعها مسندة وتخريجها بالإسناد ، وأشرنا هنا إلى ما يصدقنا فيما ذكرنا من عدد الصحابة والتابعين وتابعيهم الراوين لذلك .
وبالجملة لا يشكّ أحد في تواتر نزول هذه الآية في عليّ عليهالسلام واستفاضة الحديث في ذلك ، وسيأتي بعض طرقه أيضاً عن قريب إن شاء اللَّه ، فاعرف أيّها المنصف مكابرة ابن تيميّة في مطالبته صحّة هذا النقل وتعاميه .
الثاني من وجوه ردّ الوجه الأوّل : أنّه ليس بمجرّد عزو إلى الثعلبي ، بل إلى حديث صحيح إسناده إلى أبي ذرّ ، فإنّ المصنّف نصّ على أنّ الثعلبي أسنده إلى أبي ذرّ ، وهو في تفسير الثعلبي كذلك : قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفقيه ، قال : حدّثنا أبو عبد اللَّه بن أحمد الشعراني ، قال : أخبرنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين ، قال : حدّثنا يحيى ابن الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية الربعي ، قال : بينا عبد اللَّه بن عبّاس رضياللهعنه جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله إذ أقبل رجل معتمّ بعمامة ، فجعل ابن عبّاس لا يقول : قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله إلّا وقال الرجل : قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله ، فقال له ابن عبّاس : سألتك باللَّه من أنت ؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذرّ
__________________
(١) يأتي في ص : ١٧٠ .