كان المفهوم أخصّ كما إذا قيل أكرم خدّام العالم الفاسق (١).
ظاهره هو الحكم بتقديم المفاهيم الموافقة سواء كانت النسبة بينها وبين العمومات عموما وخصوصا أو عموما من وجه وملاكه هو قوّة الدلالة لأنّها مستفادة بالأولويّة.
وفيه أنّه حسن في المفاهيم بالأولويّة لا بالمساواة.
وفصّل المحقّق النائيني قدسسره في المفهوم الموافق بين ما يكون النسبة بين منطوق المفهوم والعموم عموما وخصوصا فيقدّم المفهوم وإن كانت النسبة بين المفهوم والعموم عموما من وجه وبين ما يكون النسبة بين منطوق المفهوم والعموم عموما من وجه فلا يحكم بتقديم المفهوم إلّا إذا كان مرجّح في البين.
حيث قال يقدّم المفهوم على العموم ولو كانت النسبة بينهما بالعموم من وجه إن كان منطوق المفهوم أخصّ مطلقا من العموم كما إذا ورد لا تكرم الفسّاق وورد أكرم فسّاق خدّام العلماء الدالّ بمفهومه على وجوب إكرام العلماء أنفسهم.
وذلك لأنّه لا يمكن التصرّف في المفهوم نفسه من دون التصرّف في المنطوق كما أنّه لا يمكن التصرّف في المنطوق لكونه أخصّ فينحصر الأمر في التصرّف في العموم وإبقاء المفهوم على عمومه.
فيكون المقام من جملة الموارد التي لا بدّ فيها من تقديم أحد العامّين من وجه لأجل وجود المرجّح فيه على الآخر الفاقد للترجيح.
وأما إذا كانت النسبة بين المنطوق والعموم أيضا نسبة العموم من وجه كما إذا كان المنطوق في مفروض المثال أكرم خدّام العلماء. فإن قدّم حينئذ المنطوق على العموم في مورد التعارض ودخل بذلك الخادم الفاسق للعالم في موضوع وجوب
__________________
(١) مطارح الأنظار : ٢٠٧ ـ ٢٠٨.