وجواب «إذا» محذوف ، تقديره : بان أمركم ونحو ذلك ، ودلّ على المحذوف : قوله تعالى : (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ).
(ثُمَّ صَرَفَكُمْ) : معطوف على الفعل المحذوف.
١٥٣ ـ (إِذْ تُصْعِدُونَ) : تقديره : اذكروا إذ.
ويجوز أن يكون ظرفا لعصيتم ، أو تنازعتم ، أو فشلتم.
(وَلا تَلْوُونَ) : الجمهور على فتح التاء ؛ وقد ذكرناه في قوله : (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ).
ويقرأ بضمّ التاء وماضيه ألوى ؛ وهي لغة.
ويقرأ (عَلى أَحَدٍ) : بضمّتين ، وهو الجبل.
(وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) : جملة في موضع الحال.
(بِغَمٍ) : التقدير بعد غمّ ؛ فعلى هذا يكون في موضع نصب صفة لغم.
وقيل المعنى : بسبب الغم ؛ فيكون مفعولا به.
وقيل : التقدير : بدل غمّ فيكون صفة لغم أيضا.
(لِكَيْلا تَحْزَنُوا) : قيل «لا» زائدة ؛ لأنّ المعنى أنه عمّهم ليحزنهم عقوبة لهم على تركهم مواقفهم.
وقيل : ليست زائدة ؛ والمعنى على نفي الحزن عنهم بالتوبة. و «كي» هاهنا هي العاملة بنفسها لأجل اللام قبلها.
١٥٤ ـ (أَمَنَةً) : المشهور في القراءة فتح الميم ، وهو اسم للأمن.
ويقرأ بسكونها ، وهو مصدر مثل الأمر.
و (نُعاساً) : بدل. ويجوز أن يكون عطف بيان.
ويجوز أن يكون نعاسا هو المفعول ، وأمنة حال منه ؛ والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة ؛ لأنّ النعاس ليس هو الأمن ، بل هو الذي حصل الأمن به.
ويجوز أن يكون أمنة مفعولا.
(يَغْشى) : يقرأ بالياء على أنّه النعاس ، وبالتاء للأمنة ؛ وهو في موضع نصب صفة لما قبله.
و (طائِفَةً) : مبتدأ ؛ و (قَدْ أَهَمَّتْهُمْ) : خبره.
(يَظُنُّونَ) : حال من الضمير في أهمتهم.
ويجوز أن يكون أهمتهم صفة ؛ ويظنّون الخبر ؛ والجملة حال ؛ والعامل يغشى ؛ وتسمّى هذه الواو واو الحال. وقيل : الواو بمعنى إذ ؛ وليس بشيء.
و (غَيْرَ الْحَقِ) : المفعول الأول ؛ أي أمرا غير الحق ، وبالله الثاني.
و (ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) : مصدر ، تقديره : ظنّا مثل ظنّ الجاهلية. (مِنْ شَيْءٍ) : من زائدة ، وموضعه رفع بالابتداء ؛ وفي الخبر وجهان :
أحدهما ـ لنا ، فمن الأمر على هذا حال ، إذ الأصل : هل شيء من الأمر.
والثاني ـ أن يكون من الأمر هو الخبر ، و «لنا» :
تبيين ، وتتمّ الفائدة : كقوله : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
(كُلَّهُ لِلَّهِ) : يقرأ بالنصب على التّوكيد ، أو البدل ، ولله الخبر.
وبالرّفع على الابتداء ، ولله الخبر ؛ والجملة خبر إنّ.
(يَقُولُونَ) : حال من الضمير في يخفون.
و (شَيْءٍ) : اسم كان ، والخبر لنا ، أو من الأمر ، مثل «هل لنا».
(لَبَرَزَ الَّذِينَ) ـ بالفتح والتخفيف.
ويقرأ بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله ؛ أي أخرجوا بأمر الله.
١٥٦ ـ (إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) : يجوز أن تكون إذا هنا يحكى بها حالهم ، فلا يراد بها المستقبل لا محالة ؛ فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا ، وهو للماضي.
ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين ، ويراد بهما المستقبل المحكّي به الحال ؛ فعلى هذا يكون التقدير : يكفرون ويقولون لإخوانهم.