أحدهما : هو جرّ صفة لقوم ، وما بينهما صفة أيضا ؛ وجاؤوكم معترض ، وقد قرأ بعض الصحابة : «بينكم وبينهم ميثاق حصرت صدورهم» ـ بحذف : أو جاؤوكم.
والثاني : موضعها نصب ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ موضعها حال ، و «قد» مرادة ؛ تقديره : أو جاؤوكم قد حصرت.
والثاني ـ هو صفة لموصوف محذوف ؛ أي جاؤوكم قوما حصرت ؛ والمحذوف حال موطئة.
ويقرأ حصرة ـ بالنصب على الحال ، وبالجر صفة لقوم ؛ وإن كان قد قرئ حصرة بالرفع فعلى أنه خبر ، وصدورهم مبتدأ ، والجملة حال.
(أَنْ يُقاتِلُوكُمْ) ؛ أي عن أن يقاتلوكم ، فهو في موضع نصب ، أو جر على ما ذكرنا من الخلاف.
(لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) : لكم يتعلق بجعل ، وعليهم حال من السبيل ؛ لأنّ التقدير : سبيلا كائنا عليهم.
٩١ ـ (أُرْكِسُوا) : الجمهور على إثبات الهمزة ، وهو متعدّ إلى مفعول واحد.
وقرئ «ركسوا» ، والتشديد للثقل والتكثير معا. وفيها لغة أخرى ، وهي ركسه الله بغير همزة ولا تشديد ، ولم أعلم أحدا قرأ به.
٩٢ ـ (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً) : أن يقتل في موضع رفع اسم كان ، ولمؤمن خبره. (إِلَّا خَطَأً) : استثناء ليس من الأوّل ؛ لأنّ الخطأ لا يدخل تحت التكليف ؛ والمعنى : لكن إن قتل خطأ فحكمه كذا.
(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) : فتحرير مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي فعليه تحرير رقبة.
ويجوز أن يكون خبرا ، والمبتدأ محذوف ؛ أي فالواجب عليه تحرير ؛ والجملة خبر من.
وقرئ خطا ـ بغير همز ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه خفّف الهمزة ، فقلبها ألفا فصار كالمقصور.
والثاني ـ أنه حذفها حذفا ، فبقي مثل دم.
(وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً) : صفة مصدر محذوف ؛ أي قتلا خطأ.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ؛ أي مخطئا.
وأصل دية ودية مثل عدة وزنة ، وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في الموهوب. ولذلك قال : (مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) ؛ والفعل لا يسلّم.
(إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) : قيل هو استثناء منقطع.
وقيل : هو متّصل. والمعنى : فعليه دية في كلّ حال ، إلّا في حال التصدّق عليه بها. (فَإِنْ كانَ) : أي المقتول ، و (مِنْ قَوْمٍ) : خبر كان. و (لَكُمْ) : صفة عدوّ.
وقيل : يتعلق به ؛ لأنّ عدوّا في معنى معاد ؛ وفعول يعمل عمل فاعل.
(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) : أي فعلى القاتل.
(فَصِيامُ) : أي فعليه صيام.
ويجوز في غير القرآن النّصب ، على تقدير فليصم شهرين.
(تَوْبَةً) : مفعول من أجله ، والتقدير : شرع ذلك لكم توبة منه.
ولا يجوز أن يكون العامل فيه صوم إلا على تقدير حذف مضاف ، تقديره : لوقوع توبة ، أو لحصول توبة من الله.
وقيل : هو مصدر منصوب بفعل محذوف ، تقديره : تاب عليكم توبة منه.
ولا يجوز أن يكون في موضع الحال ؛ لأنّك لو قلت فعليه صيام شهرين تائبا من الله لم يجز ، فإن قدرت حذف مضاف جاز ؛ أي صاحب توبة من الله.
و (مِنَ اللهِ) : صفة توبة.
ويجوز في غير القرآن توبة ـ بالرفع ؛ أي ذلك توبة.