__________________
ـ وفوران ماء الفرات ، ليس من اوصاف العالم والانقسامات اللاحقة له لذاته ، بل يكون من مقارناته الاتفاقيّة ، أو الدائميّة ، ولا يمكن أن يكون نعتا ووصفا للعالم ، فإنّ وجود زيد بنفسه من الجواهر لا يكون نعتا للعالم ، ومجيء عمرو وفوران ماء الفرات يكون وصفا لعمرو ولماء الفرات ، لا للعالم ، وذلك واضح.
فإن كان عنوان المقيّد والمخصّص من الأوصاف اللاحقة لذات الموضوع ، فلا محالة يكون موضوع الحكم في عالم الثبوت مركبا من العرض ومحلّه ، إذ العامّ بعد ورود التخصيص يخرج عن كونه تمام الموضوع للحكم لا محالة ويصير جزء الموضوع ، وجزئه الآخر يكون نقيض الخارج بدليل المخصّص. ففي مثل قوله : اكرم العلماء إلّا فساقهم ـ يكون الموضوع هو العالم الغير الفاسق ، ويكون العالم أحد جزئي الموضوع ، وجزئه الآخر غير الفاسق ، ولمّا كان غير الفاسق من أوصاف العالم ونعوته اللاحقة لذاته ، كان موضوع الحكم مركبا من العرض ومحلّه.
وان كان عنوان المقيّد والمخصص من المقارنات ، يكون موضوع الحكم مركبا أيضا ، لكن لا من العرض ومحلّه ، بل امّا ان يكون مركبا من جوهرين ، أو عرضين لمحلّين ، أو من جوهر وعرض لمحلّ آخر ، أو من عرضين لمحلّ واحد ، وامثلة الكلّ واضحة.
إذا عرفت ذلك فاعلم : أنّه ان كان الموضوع مركبا من غير العرض ومحلّه بل من الأمور المتقارنة في الزمان ، كان الأصل الجاري في اجزاء المركّب هو الوجود والعدم المحمولين بمفاد كان وليس التامتين ، لأنّ الامور المتقارنة في الزمان لا رابط بينها سوى الاجتماع في عمود الزمان ، فمجرّد احراز اجتماعها