وإن وجود نوح عليهالسلام ـ وهو نبي معصوم ومن أولي العزم ـ كان من أسباب نجاة السفينة وركابها واهتدائها إلى ساحل النجاة ، من دون حاجة إلى شيء من الأسباب الظاهرية.
وإن السفينة التي صنعت بيد نوح عليهالسلام وبعين الباري ووحيه لا بدّ وأن تصل إلى هدفها المقصود ، وإلى ساحل الأمان والنجاة من الغرق وسائر الأخطار ... قال الله تعالى مخاطبا لنوح عليهالسلام : ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا ) (١).
ولقد قال الله تعالى في حق هذه السفينة ( بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها ) (٢).
وقد ذكر المفسرون في معنى هذه الآية : أن نوحا عليهالسلام إذا أراد أن ترسو قال بسم الله ، فرست ، وإذا أراد أن تجري قال : بسم الله ، فجرت :
قال الطبري : « حدثنا أبو كريب ، قال ثنا جابر بن نوح ، قال ثنا : أبو روق عن الضحاك في قوله : ( ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها ) قال : إذا أراد أن ترسي قال بسم الله فرست ، وإذا أراد أن تجري قال بسم الله فجرت » (٣).
وقال البغوي : « قال الضحاك : كان نوح إذ أراد أن تجري السفينة قال بسم
__________________
(١) سورة هود : ٣٧.
(٢) سورة هود : ٤١.
(٣) تفسير الطبري ١٢ / ٤٥.