وقوله تعالى : (أَنْ تَبَرُّوهُمْ) بدل من" الذين لم يقاتلوكم" ، وكذلك" أن تولوهم" (١) ، إذ المعنى : لا ينهاكم الله عن مبرّة هؤلاء ومعاملتهم بالعدل ، (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ) عزوجل (عَنِ) تولي (الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ ...) الآية.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠) وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ)(١١)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَ) وقال ابن عباس : صالح رسول الله صلىاللهعليهوسلم مشركي مكة يوم الحديبية على أن من أتاه من أهل مكة ردّه عليهم ، ومن أتى أهل مكة من أصحابه لم يردوه ، وكتبوا بذلك كتابا [وختموا](٢) عليه. فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب والنبي صلىاللهعليهوسلم بالحديبية ، فأقبل زوجها مسافر من بني مخزوم ـ وقال
__________________
(١) انظر : التبيان (٢ / ٢٦٠) ، والدر المصون (٦ / ٣٠٦).
(٢) في الأصل : وختموه. والتصويب من ب.