تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ)(٥)
الإشارة إلى قصتهم :
قال العلماء بالتفسير والسير : لما قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة ، صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه ، فقبل النبي صلىاللهعليهوسلم ذلك منهم ، فلما غزا رسول الله الله صلىاللهعليهوسلم بدرا [وظهر](١) على المشركين قالت بنو النضير : والله! إنه النبي الذي نجد نعته في التوراة لا تردّ له راية ، ثم قالوا : استأنوا به حتى ننظر ما يكون من أمره في وقعة أخرى ، فلما كانت أحد وانهزم المسلمون ارتابت بنو النضير ، وأظهروا العداوة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم [والمؤمنين](٢) ، فركب كعب بن [الأشرف](٣) في أربعين راكبا من اليهود إلى مكة فأتوا قريشا فحالفوهم على أن تكون كلمتهم واحدة على محمد ، وتوثّقوا على ذلك بين أستار الكعبة ، فنزل جبريل على محمد صلىاللهعليهوسلم فأخبره بذلك ، فلما قفل كعب بن الأشرف أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بقتله ، فانتدب له أخوه من الرضاعة محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه ، فقتله ، وقصة قتله معروفة عند أهل النقل.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم اطلع من بني النضير على خيانة ونقض عهد ، حين أتاهم ومعه أبو بكر وعمر وعلي في نفر من أصحابه يستعينهم في دية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري في منصرفه من بئر معونة ، وكان النبي صلىاللهعليهوسلم قد آمنهما ، فقالوا : نفعل ، وهمّوا بالغدر به ، فقال عمرو بن جحّاش : أنا أظهر على البيت
__________________
(١) في الأصل : وظهرا. والتصويب من ب.
(٢) في الأصل : والمؤمنون. والتصويب من ب.
(٣) في الأصل : الأشر. والتصويب من ب.