فالقرين هو : المواصل ، المؤالف.
والمعنى : من يكن الشيطان له قرينا في الفعل (فَساءَ قَرِيناً).
وقال ابن السائب : هذا في الآخرة يجعل الله الشياطين قرناءهم في النار ، يقرن مع كل كافر شيطان ، ويقول الله : (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً) يقول : بئس المصاحب الشيطان (١).
قوله : (وَما ذا عَلَيْهِمْ) تقريع لهم ؛ كما يقال للرجل الفاجر العاق : ما ضرّك لو أطعت ربك ، وبررت أباك ، وكما يقال للمنتقم : ما يضرّك لو عفوت.
ومنه قول قتيلة بنت النضر بن الحارث في أبياتها السائرة ، حين قتل النبي صلىاللهعليهوسلم أباها بالصفراء مقفله من بدر ، وكان شديد الشكيمة في كفره وتكذيبه ، وأذاه للنبي صلىاللهعليهوسلم ومعاداته له :
أمحمّد أو لست ضنء نجيبة |
|
في قومها والفحل فحل معرق |
ما كان ضرّك لو مننت فربّما |
|
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٢) |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لتركته لها».
والمعنى : أي شيء على هؤلاء الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون (لَوْ آمَنُوا ...).
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٢ / ٥٣).
(٢) انظر البيتان في : سيرة ابن هشام (٣ / ٣٠٩) ، والاستيعاب (٤ / ١٩٠٥) ، والقرطبي (٨ / ٥٩) ، والإصابة (٨ / ٨٠) باختلاف في بعض الألفاظ.
وانظر البيت الأول في : اللسان ، مادة : (ضنأ ، عرق) ، والبيت الثاني في : اللسان ، مادة : (غيظ). والضّنء : الأصل والمعدن. ومعرق : أي عريق النسب أصيل.