تقديم
الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، وردّ أباطيل الملحدين بقوله : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله في الأميين رسولا ، ونزّل القرآن عليه تنزيلا ، (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) ، وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي الهادي لأوضح السبل ، أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن من لدن بعثته إلى قيام الساعة. اللهم اجزه عنا أفضل ما جازيت نبيّا عن أمته ، وأحينا اللهم على سنته ، وتوفنا على ملته ، غير مبدلين ولا مفرطين ولا مفتونين ، بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين.
وبالله تعالى نستعين على بلوغ الأمل ، وإياه نسأل التوفيق للصواب في القول والعمل ، وهو حسبنا وإليه ننيب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أما بعد :
فهذا كتاب «رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز» للإمام المحدث المفسر الحافظ عز الدين عبد الرّازق بن رزق الله الرّسعني الحنبلي ، نضعه بين أيدي القراء.
وقد ظهرت عناية كبيرة للعلماء بكتاب الإمام الرسعني ، وقد تجلى هذا من خلال الحلقات العلمية التي كان أهل العلم يعقدونها لإلقائه في مجالس ، وبعضهم كان يلقيه من حفظه (١).
__________________
(١) للتوسع في ذلك ينظر ص ٦٣ من هذه المقدمة.