مُخْتَالاً فَخُورًا) (٣٦)
قوله : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) أخرجا في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل قال : «بينا أنا رديف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل ، قال : يا معاذ ، فقلت : لبيك يا رسول الله. قال : ثم سار ساعة ، ثم قال : يا معاذ ، قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ، ثم سار ساعة ، ثم قال : يا معاذ ، قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ، قال : هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : حق الله على عباده ، أن يعبدوه فلا يشركوا به شيئا ، ثم سار ساعة ، ثم قال : يا معاذ ، قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك ، قال : هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال : حق العباد على الله أن لا يعذبهم ، فقلت : يا رسول الله ؛ ألا أبشّر الناس؟ قال : لا تبشرهم فيتّكلوا ، فأخبر بها معاذ عند موته تأثما» (١).
قوله : (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) الظاهر أنه يريد به قرابة النسب ، وهو قول ابن عباس ، والأكثرين (٢).
أوصى سبحانه بذي القربى ، ثم أكد الوصية به إذا كان جارا لتأكيد حقه بالجوار منضما إلى القرابة.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٥ / ٢٢٢٤ ح ٥٦٢٢) ، ومسلم (١ / ٥٨ ح ٣٠).
وقوله : " فأخبر بها معاذ عند موته تأثما" عند البخاري (١ / ٥٩ ح ١٢٨).
(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٧٨) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٩٤٨) ، والبيهقي في الشعب (٧ / ٧٣). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٥٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب.