على من في قبضتهم ، وتحت تصرفهم.
قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) أي : علمتم شقاقا بينهما ، فأضيف ذلك إلى الظرف اتساعا ؛ كقوله : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) [سبأ : ٣٣]. والشّقاق : الخلاف والعداوة (١).
والضمير في «بينهما» للزوجين ، (فَابْعَثُوا) أيها الحكام وولاة الأحكام ، (حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها ؛) لأنهما إذا كانا من أهلهما عرفا باطن أمرهما ، وحرصا على صلاح حالهما.
والضميران في قوله : (إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما) للحكمين. وقيل : للزوجين.
فصل
إذا وقع الشقاق بين الزوجين ، وادّعى كل واحد منهما تعدّي صاحبه عليه ، أسكنهما الحاكم إلى جانب عدل يطلع على حالهما ، فيرفع الأمر إليه ، ليأخذ على يد الظالم ، فإن التبس الأمر واتصل الشقاق بينهما ، وأفضى إلى ما يحرم من القول والفعل ، بعث الحاكم الحكمين ليفعلا ما رأيا المصلحة فيه من التفريق بعوض ، أو غيره.
والأولى أن يكونا من أهلهما ، لما ذكرناه.
ويجوز أن يكونا أجنبيين ، لأنهما إما حاكمان وإما وكيلان ، وأيما كان فلا يشترط له القرابة.
__________________
(١) انظر : اللسان ، مادة : (شقق).