قال ابن عباس : تهجرها في المضجع ، فإن أقبلت وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضربا غير مبرّح (١).
قوله : (وَاضْرِبُوهُنَ) يعني : ضربا غير شائن ، ولا كاسر ، ولا مبرّح ، لأن المقصود التأديب ، لا الإتلاف والتعذيب.
قال جماعة من العلماء ، منهم الإمام أحمد رضي الله عنه : الآية على الترتيب ، فالوعظ عند خوف النشوز ، والهجر عند ظهور النشوز ، والضرب عند تكرره واللّجاج فيه ، ولا يجوز الضرب عند ابتداء النشوز.
وقال الشافعي رضي الله عنه : يجوز.
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) قال ابن عباس : لا تتجنّوا عليهن العلل (٢).
وقال سفيان بن عيينة : لا تكلفها الحب ، فإن قلبها ليس في يدها (٣).
والمعنى : لا تطلبوا سبيلا إلى أذاهن بما ليس لكم عليهن ، ولا يحملنكم على ذلك كونكم أكثر اقتدارا ، وأكبر أقدارا.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً) يصغر في جلاله كل كبيرة ، وقيل : يكبر عن شبه المخلوقين ، والمعنى : إن الله كان كبيرا فاحذروه ، أيها الأقوياء الأشداء المستطيلون
__________________
(١) أخرجه الطبري (٥ / ٦٨).
(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٦٩) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٩٤٤). وذكره الواحدي في الوسيط (٢ / ٤٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٢ / ٧٦) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ٥٢١) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.
(٣) أخرجه الطبري (٥ / ٧٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٥٢٤) وعزاه لعبد الرزاق وابن جرير.