(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) قال قتادة ومقاتل (١) : يعني : من الثواب والعقاب ، فالمرأة تثاب كثواب الرجل ، وتأثم كإثمه ، فإن الرجال قالوا حين رأوا ما فضّلوا به ، حين أضعف لهم الميراث : إنا لنرجو أن نفضّل على النساء بحسناتنا كما فضّلنا في الميراث ، وقال النساء : إنّا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال ، كما لنا من الميراث على النصف من نصيبهم (٢).
(وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) وقرأ ابن كثير والكسائي : «وسلوا» بطرح الهمز في كل موضع جاء الأمر مواجها به وقبله واو أو فاء (٣) ، نحو : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) [الأنبياء : ٧] ، (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا) [الزخرف : ٤٥].
والمعنى : لا تتمنوا ما فضّل الله به غيركم ، واسألوا الله من فضله وأن يرزقكم كما رزق غيركم ، فإنّ خزائنه لا تنفد.
وفي قوله : (إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) تنبيه على أنه قسم نعمه بين عباده على حسبما اقتضته الحكمة الإلهية.
وفيما يرويه النبي صلىاللهعليهوسلم عن الله عزوجل أنه قال : «إني أدبر عبادي بعلمي فيهم ، إني عليم خبير» (٤).
__________________
(١) تفسير مقاتل (١ / ٢٢٦).
(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٤٨) ، والثعلبي (٣ / ٢٩٩). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٥٠٨) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(٣) الحجة للفارسي (٢ / ٧٩ ـ ٨٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٢٠٠ ـ ٢٠١) ، والكشف (١ / ٣٨٧) ، والنشر (٢ / ٢٤٩) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٨٩) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٣٢).
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨ / ٣١٩) من حديث أنس مطولا. وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٢ / ٢٣٢) من حديث أنس أيضا.