أنشد محمد بن يزيد (١) :
أردت لكيما يعلم النّاس أنّها |
|
سراويل قيس والوفود شهود (٢) |
فأدخل هذه اللام على «كي» ، ولو كانت بمعنى «أن» لم يدخل اللام عليها.
والمعنى : يريد الله ليبين لكم شرائع دينكم ، ومصالح دنياكم.
(وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من الأنبياء والأولياء ، لتهتدوا بأنوارهم ، وتقتدوا بآثارهم ، (وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ) أي : يرشدكم إلى ما يكون سببا لتوبتكم من أعمال الطاعات ، ويرجعكم عما كنتم فيه قبل هذا من السيئات.
(وَاللهُ عَلِيمٌ) بما يصلحكم ، (حَكِيمٌ) في تدبيره فيكم.
(وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) أي : أن تفعلوا فعلا يتوب به عليكم ، ويكفّر عنكم تلك الآثام والفواحش.
(وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ) وهم الكفرة والفجرة ، (أَنْ تَمِيلُوا) عن الحق الذي جاءكم به نبي الرحمة ، (مَيْلاً عَظِيماً) فالمجوس يدعونكم إلى ما يستحلونه من نكاح ذوات المحارم ، ويجادلونكم في ذلك ، واليهود والنصارى
__________________
(١) هو محمد بن يزيد بن الأزدي ، أبو العباس ، المبرد ، صاحب الكامل. كان إماما علّامة فصيحا مفوها ، صاحب نوادر وطرف. توفي في أول سنة ست وثمانين ومائتين (سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٧٦ ـ ٥٧٧).
(٢) البيت لقيس بن سعد بن عبادة الأنصاري. كان ملك الروم قد أرسل إلى معاوية رجلا طويلا مسرف الطول ، يتحداه أن يكون لديه مثله ، فأرسل معاوية إلى قيس ، فخلع قيس سراويله وقال للرومي ألبسه ، فلبسه فبلغ ثدييه ، وضحك منه الناس ، ولام قيسا قومه في خلع سراويله ، فأنشد هذا الشعر. انظر القصة والشعر كاملا في الكامل للمبرد ١ / ٣١٨ ط التجارية. وانظر البيت في : اللسان ، مادة : (سرل) ، والقرطبي (٥ / ١٤٨) ، وسير أعلام النبلاء (٣ / ١٠٢ ـ ١١٢).