ونص عليه إمامنا أحمد رضي الله عنه ، في إحدى الروايتين.
والرواية الأخرى (١) : ليس له أن يتزوج إلا أمة واحدة ، لأن خوف العنت يزول بها ، فيختل أحد شرطي الحلّ ، فينتفي الحلّ.
(وَأَنْ تَصْبِرُوا) يعني : عن نكاح الفتيات تعففا ، (خَيْرٌ لَكُمْ) من التسبب إلى استرقاق أولادكم.
(يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٦) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (٢٧) يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا) (٢٨)
قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) قال الزمخشري (٢) : أصله : أن يبين ، فزيدت اللام للتوكيد ، كما زيدت في «[لا] (٣) أبا لك» لتأكيد إضافة الأب.
وقال الزجاج (٤) : قال الكوفيون : معنى اللام هاهنا معنى «أن» ، وهذا غلط أن تكون لام الخفض تقوم مقام «أن» وتؤدي معناها ، لأن ما كان في معنى «أن» إذا دخلت عليه اللام تقول : جئتك كي تفعل كذا وكذا ، وجئتك لكي تفعل كذا وكذا ، فاللام في قوله : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) كاللام في : «كي».
__________________
(١) انظر : المغني (٧ / ١٠٦).
(٢) الكشاف (١ / ٥٣٣).
(٣) زيادة من الكشاف ، الموضع السابق.
(٤) معاني الزجاج (٢ / ٤٢ ـ ٤٣).