يصلح هاهنا.
(إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) رحمكم وغفر لكم ما كان منكم قبل التحريم.
(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) (٢٤)
قوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) (١) سبب نزولها : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سبى أهل أوطاس (٢) ، قيل له : يا رسول الله ؛ كيف نقع على نساء قد عرفنا أنسابهن وأزواجهن؟ فنزلت هذه الآية ، ونادى منادي رسول الله : ألا لا توطأ حامل حتى تضع ، ولا حائل حتى تستبرأ بحيضة» (٣).
واتفق القرّاء السبعة على فتح الصاد من «المحصنات» هنا ، وكسرها الكسائي فيما عدا هذا الموضع من" المحصنات" و" محصنات" ، من أحصنّ أنفسهن بالعفاف ، فهن محصنات.
ومن فتح الصاد ، أجرى الفعل على ما لم يسمّ فاعله ، أي : أحصنهن غيرهن من زوج أو ولي. ولذلك فتح الكسائي الصاد هاهنا ، لأن الآية نزلت في تحريم
__________________
(١) كتب في هامش الأصل : وبلغ محمد بن أحمد قراءة بمسجد الرقي ، المجلس الثامن والعشرين ، مرة ثانية.
(٢) أوطاس : واد في ديار هوازن ، فيه كانت وقعة حنين بين مكة والطائف (معجم البلدان ١ / ٢٨١).
(٣) أخرجه مسلم (٢ / ١٠٨٠ ح ١٤٥٦).