(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (١٨)
قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) أي : إنما قبول التوبة على الله ، أو يكون المعنى : إنما التوبة المقبولة عند الله.
(لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) ليس المراد بالجهالة هاهنا عدم العلم بكون ما أتى به من المعصية ذنبا ، فإن من كان بهذه المثابة معذور بسبب جهله.
وإنما المعنى : يعملون السوء جاهلين سفهاء ، فيكون موضع قول : «بجهالة» النصب على الحال (١).
قال مجاهد : كل عاص فهو جاهل حين معصيته (٢).
وقال الزجاج (٣) : آثروا العاجل بالآجل فسمّوا جهّالا.
(ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) قال ابن عباس : قبل أن ينزل به سلطان الموت (٤) ،
__________________
(١) انظر : الدر المصون (٢ / ٣٣٢).
(٢) أخرجه الطبري (٤ / ٢٩٨) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٧) ، ومجاهد (ص : ١٤٩) ، والبيهقي في الشعب (٥ / ٤٠٠). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٤٥٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب.
(٣) معاني الزجاج (٢ / ٢٨).
(٤) أخرجه الطبري (٤ / ٣٠٠) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٨).