الكفر ، ويشهد لذلك قوله : (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ) [النحل : ٨٨].
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(٦٤)
قوله : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ) وهي : «لا إله إلا الله» ، ولعمري إنها كلمات ، ولكن العرب تسمى الكلام المشتمل على شرح قصة : " كلمة" ، وقد سبق ذكره.
(سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) أي : عدل بيننا وبينكم ، وكذلك هي في قراءة ابن مسعود(١).
قال الزجاج (٢) : يقال للعدل : سواء وسوى وسوى. قال زهير بن أبي سلمى :
أروني خطّة لاضيم فيها |
|
يسوّي بيننا فيها السّواء |
فإن نزل السّواء فليس بيني |
|
وبينكم بني حصن بقاء (٣) |
__________________
(١) انظر : مختصر الشواذ لابن خالويه (ص : ٢٣) ، والطبري (٣ / ٣٠٣).
(٢) معاني الزجاج (١ / ٤٢٥).
(٣) البيتان لزهير بن ربيعة المزني ، شاعر جاهلي ، أحد أصحاب المعلقات. انظر : ديوانه (ص : ٢١) ، وفيه : «أرونا سنة» بدل «أروني خطة». وانظر البيت الأول في : اللسان ، مادة : (سوا) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٠٧) ، والدر المصون (١ / ١٠٤ ، ١٢٥) ، والقرطبي (٤ / ١٠٦ ، ١١ / ٢١٢) ، وزاد المسير (١ / ٤٠٢) ، والحجة للفارسي (١ / ١٦٢) ، وتهذيب اللغة (١٣ / ١٢٦).