الحول على النصارى حتى هلكوا» (١).
(ثُمَّ نَبْتَهِلْ) نفتعل ، من البهلة ـ بضم الباء وفتحها ـ وهي اللّعنة ، ويكون الابتهال بمعنى : الدعاء والتضرع ، فالمعنى : نجتهد في الدعاء على الكاذب. والمعنيان مرويان عن ابن عباس (٢).
قوله : (إِنَّ هذا) يعني : الذي أوحاه إليه ، (لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ)" هو" فصل ، وجاز دخول اللام عليها ـ وهي فصل ـ لأنها أقرب إلى المبتدأ من الخبر.
والخبر تدخل عليه اللام التي أصلها للمبتدأ ، فدخولها على ما هو أقرب أولى ، أو يقال : «لهو» مبتدأ ، " القصص" خبره ، والجملة خبر «إنّ» (٣).
(وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) ردّ على النصارى ، وتكذيب لهم في اعتقادهم التثليث. ودخلت «من» هاهنا توكيدا للنفي (٤).
و «إله» في موضع رفع بالابتداء ، والخبر «إلا الله» (٥).
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن المباهلة ، أو عن هذا البيان الواضح ، (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) فيستحقون مضاعفة العذاب ، مضافا إلى العذاب المستحق بسبب
__________________
(١) أخرجه الطبري (٣ / ٢٩٩ ـ ٣٠١) ، والحاكم (٢ / ٦٤٩). وذكره الثعلبي (٣ / ٨٥) ، والواحدي في الوسيط (١ / ٤٤٤) ، وأسباب النزول (ص : ١٠٧) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣١) وعزاه للحاكم وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٦٦٨) ، وذكره الواحدي في الوسيط (١ / ٤٤٥) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ٢٣٣) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) انظر : التبيان (١ / ١٣٨) ، والدر المصون (٢ / ١٢٣).
(٤) ذكر هذا الزجّاج في معانيه (١ / ٤٢٤).
(٥) انظر : التبيان (١ / ١٣٨) ، والدر المصون (٢ / ١٢٣).