وقد خاطب بهذا الكلام أهل تهامة وهذيلا وضواحي كنانة ، وهؤلاء هم أصحاب العسل.
والأعراب أعرف بكل صمغة سائلة ، وعسلة ساقطة ، فهل سمعتم بأحد أنكر هذا البيان أو طعن عليه من هذه الجهة؟
(فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ)(١).
إذا كانت المعجونات كلها بالعسل.
وفي الحديث : [من به داء قديم فليأخذ درهما حلالا ، وليشتر به عسلا ، وليشربه بماء سماء فهو الشفاء](٢).
__________________
(١) أخرج ابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن». انظر سنن ابن ماجه رقم ٣٤٥٢ ، والمستدرك ٤ / ٤٠٣. ـ وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إنّ أخي استطلق بطنه ، فقال : اسقه عسلا. فسقاه عسلا ، ثمّ جاء ، فقال : ما زاده إلا استطلاقا. قال : اذهب فاسقه عسلا. فسقاه عسلا ، ثم جاء فقال : ما زاده إلا استطلاقا. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : صدق الله وكذب بطن أخيك ، اذهب فاسقه عسلا ، فذهب فسقاه فبرأ. فتح الباري ١٠ / ٦٨ ، كتاب الطب ، ومسلم رقم ٢٢١٧. ـ وأخرج ابن ماجه برقم ٣٤٥٠ وابن السني والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من لعق العسل ثلاث غدوات كلّ شهر لم يصبه عظيم من البلاء. وفي سنده متروك. وقد كان ابن عمر يجعله على القروح فيشفى سريعا ، وقال في ذلك الشيخ حبيب الله الشنقيطي رحمهالله :
ونجل سيدنا الفاروق كان يرى |
|
لمن به قرحة طلاءها عسلا |
(٢) قال الحافظ ابن كثير : روينا عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال : إذا أراد أحدكم الشفاء فليكتب آية من كتاب الله في صحفة ، وليغسلها بماء السماء وليأخذ من امرأته درهما عن طيب نفس منها ، فليشتر به عسلا ، فليشربه لذلك ، فإنه شفاء. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره بسند حسن بلفظ : إذا اشتكى أحدكم فليستوهب من امرأته من صداقها فليشتر به عسلا ، ثم يأخذ ماء السماء فيجمع هنيئا مريئا شفاء مباركا. ـ