يئسوا. قال عبدة بن الطبيب (١) :
٥٦٧ ـ تأرّق من هند خيال مؤرّق |
|
إذا استيأست من ذكره النفس تطرق |
(خَلَصُوا نَجِيًّا). (٨٠)
جمع ناج ، وفي غير هذا الموضع يصلح واحدا ومصدرا واسما حتى يكسّر على الأنجية قال :
٥٦٨ ـ إنّي إذا ما القوم كانوا أنجيّه |
|
واضطرب القوم اضطراب الأرشية (٢) |
هناك أوصيني ولا توصي بيه |
(وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ).
موضع «ما» نصب بوقوع الفعل عليه ، وهو وما بعده بمنزلة المصدر ، كأنه : ألم تعلموا ميثاق أبيكم وتفريطكم.
فيجوز أن يكون التقدير : ومن قبل تفريطكم ، فتكون (مِنْ قَبْلُ) مبتدأ و (ما فَرَّطْتُمْ) خبره.
(فَهُوَ كَظِيمٌ). (٨٤)
الكظيم : الصابر على حزنه من كظم الغيظ.
وقيل : إنّه الممتلىء حزنا كالسقاء المكظوم.
ويجوز أنّه الذي لا يتكلم من الغمّ (٣) ، كأنّ فاه مسدود.
__________________
(١) شاعر مجيد مخضرم ، أدرك الإسلام فأسلم ، وشهد مع المثنى بن حارثة قتل هرمز سنة ١٣ ه. وكان من لصوص الرباب ، وكان يترفع عن الهجاء ويراه ضعة ، وليس بالمكثر من الشعر.
(٢) الرجز لسحيم بن وثيل ، وهو في تفسير القرطبي ٩ / ٢٤١ ؛ واللسان مادة نجا ؛ وشرح شواهد الإيضاح ٣٦١ ؛ والنوادر ص ١١. والأرشية : الحبال التي يستقى بها.
(٣) عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : (فَهُوَ كَظِيمٌ ما الكظيم)؟ قال : المغموم. قال فيه قيس بن زهير : ـ