(فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ). (٧٧)
إنّ يوسف في صباه أخذ شيئا من الدّار ورفعها إلى سائل (١) ، وكان سجيته الإيثار ، كما روي أنه كان يجوع في السنين وهو على خزائن الأرض ، وإذا قدّم إليه طعام أطعمه.
ـ وقيل : إنه كان في أول الصبا في حضانة عمّته ، فلمّا أراد يعقوب أخذه منها على كراهتها جعلت منطقة في قميصه من غير علمه ، وسرّقته بها لتسترقّه فتمسكه على دينهم (٢).
فهذا تأويل سرقته.
ـ وأمّا انكتام أمره على أبيه مع تانك الوجاهة والنباهة فيحتمل أنّ يوسف كان مأمورا بإخفاء أمره على أبيه.
ويحتمل أنّ يوسف كان مأمورا بإخفاء أمره على أبيه ، ويحتمل الصرفية الكلامية ، والصرفة مسألة كثيرة النظائر مفتنة الشّعب ، وهي ههنا صرف الله قلوبهما عن طلب كلّ واحد منهما موضع صاحبه.
وبالجملة : لله تعالى في الأنبياء تدبير خارج عن المعتاد.
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ). (٨٠)
__________________
(١) الخبر أخرجه ابن جرير ١٣ / ٢٨ وأبو الشيخ عن عطية.
(٢) أخرج ذلك ابن إسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد. انظر تفسير الطبري ١٣ / ٢٩. ـ وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) قال : سرق يوسف عليهالسلام صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة ، فكسره وألقاه في الطريق ، فعيّره بذلك إخوته. راجع الدر المنثور ٤ / ٥٦٤.