وأبي صالح ، ولأنه ليس لله مثل ، والمراد : الإيمان به عزوجل إلا أنّ العرب تأتي بمثل في نحو هذا توكيدا. يقول الرجل : مثلي لا يفعل هذا ، أي : أنا لا أفعله.
(فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ). (١٣٧)
والشقاق : الاختلاف والافتراق ، لأنّ كل مخالف في شق غير شق صاحبه ، ويسوم صاحبه ما يشق عليه.
(صِبْغَةَ اللهِ). (١٣٨)
دين الله ، وكأنّ ما يظهر في المسلم من نور الطهارة وبهجة العبادة ، وسيما الزهادة شبيه باللون الذي يظهر في الشيء ، عند الصبغ.
(وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً).
وهي بما في الإسلام من الخصائص والهيئات التي تفضله على سائر الشرائع ، كما قيل :
١٣٥ ـ تلوح في دولة الأيام دولتكم |
|
كأنّها ملة الإسلام في الملل (١) |
ـ الجزء الثّاني ـ
(أُمَّةً وَسَطاً). (١٤٣)
عدلا قد اعتدلت أموركم ، فلا إفراط ولا تفريط ، وقيل : وسطا خيارا.
قال أبو النجم (٢) :
__________________
(١) البيت لابن الرومي ، وهو في ديوان المعاني ١ / ٤٣.
(٢) البيتان ليسا في ديوانه ، والبيت الأول شطره الثاني هو مثل جرى. قال الميداني : يخبرك أدنى الأرض عن أقصاها. أي : إذا كان في أولها خير كان في آخرها مثله. راجع مجمع الأمثال ٢ / ٤٢٠.