على عهد النبي ، فاذا قال : انطلق معي الى النبي ، فان عرف ان الحق له ذهب
معه وان عرف انه يطلب باطلا ابى ان يأتي النبي ، فانزل الله : («وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ
لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ
أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا
إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا
وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٥١).
فقال رسول الله
: «من كان بينه وبين آخر خصومة فدعاه الى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم».
وحدثني ابو
الاشهب عن الحسن قال : قال رسول الله عليهالسلام : «من دعي الى حكم من حكّام المسلمين فلم يجب فهو ظالم
لا حق له».
وفي تفسير عمرو
عن الحسن قال : كانوا يدعون الى وثن كان أهل الجاهلية يتحاكمون اليه.
وقال في قوله :
(أَفِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ) (٥٠) وهو الشرك في قول الحسن.
وقال قتادة :
نفاق.
(أَمِ ارْتابُوا) (٥٠) فشكّوا في الله وفي رسوله على الاستفهام ، أي قد فعلوا.
(أَمْ يَخافُونَ أَنْ
يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ) (٥٠) والحيف ، الجور. اي قد خافوا ذلك.
(بَلْ أُولئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ) (٥٠) ظلم النفاق والشرك.
(إِنَّما كانَ قَوْلَ
الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ
يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا) (٥١) فهذا قول المؤمنين ، وذلك القول الأول قول المنافقين.
قوله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ (وَيَخْشَ
اللهَ) (٥٢) فيما مضى من ذنوبه.
(وَيَتَّقْهِ) (٥٢) فيما بقي.
(فَأُولئِكَ هُمُ
الْفائِزُونَ) (٥٢) الناجون من النار الى الجنة.
قوله : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ
أَيْمانِهِمْ) (٥٣) يعني المنافقين.
(لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ
لَيَخْرُجُنَ) (٥٣) الى الجهاد. واقسموا ولم يستثنوا ، وفيهم
__________________