وأمّا الكافر فاذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا ، أتته ملائكة بسرابيل من قطران ، ومقطعات من نار ، فجلسوا منه بالمكان الذي يراهم [منه](١) وينتزع روحه كما (ينتزع) (٢) السفود الكثير شعبه من الصوف المبتل ، من عروقه وقلبه ، فاذا خرج روحه لعنه كل ملك بين السّماء والأرض ، وكلّ ملك في السماوات ، وغلقت أبواب (السّماء) (٣) دونه كل باب يكره [أن](٤) يصعد روحه منه. فينتهي الملك إلى ربّه فيقول : يا ربّ هذا روح (فلان عندك) ، (٥) لا تقبله أرض ولا سماء ، فيلعنه (الله) (٦) وملائكته ويقول : ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الهوان ، فإنّي عهدت إلى عبادي أني منها خلقتكم وفيها أعيدكم. فيرد إليه روحه (حتى) (٧) يوضع (٨) في قبره ، فإنه يسمع قرع نعالهم حين (ينصرفون) (٩) عنه فيقال له : ما دينك؟ ومن ربّك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : الله ربّي والإسلام ديني ، ومحمّد نبيّي. فينتهر انتهارا شديدا. ثم يقال له : ما دينك؟ ومن ربّك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : لا أدري فيقال له : لا دريت. ويأتيه عمله في صورة قبيحة وريح منتنة فيقول : أبشر بعذاب مقيم. فيقول : وأنت فبشّرك الله بشّر ، فمثل وجهك بشّر بالشّر ، ومن أنت؟ فيقول : أنا عملك الخبيث ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له : (هذا كان) (١٠) منزلك لو أطعت الله ، ثم يفتح له منزله من النّار ، فينظر إلى ما أعدّ الله له من الهوان ، ويقيّض له أصمّ ، أعمى ، بيده مرزبة لو توضع على جبل لصار رفاتا ، فيضربه ضربة فيصير رفاتا ، ثم يعاد فيضربه بين عينيه ضربة (يضج منها ضجة) (١١) يسمعها من على الأرض إلا الثّقلين ، وينادي (منادي) (١٢) أن افرشوه لو حين من نار ، فيفرش لو حين من نار ويضيّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.
قوله : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (١٢٤) (يعني) (١٣) عن حجته كقوله :
__________________
(١) إضافة من ١٦٧ و ١٦٩.
(٢) في ١٦٧ : انتزع.
(٣) في ١٦٧ و ١٦٩ : السماوات.
(٤) إضافة من ١٦٩.
(٥) في ١٦٧ و ١٦٩ : عبد فلان. ولعلها أصح مما جاء في ع. انظر تفسير ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢١١.
(٦) ساقطة في ١٦٩.
(٧) في ١٦٧ و ١٦٩ : حين.
(٨) بداية [١١] من ١٦٧.
(٩) في ١٦٧ : تنصرفون.
(١٠) في ١٦٧ و ١٦٩ : كان هذا.
(١١) في ١٦٧ و ١٦٩ : يصيح منها صيحة. وهكذا هي في ابن ابي زمنين ، ورقة : ٢١٢.
(١٢) في ١٦٧ : مناد.
(١٣) ساقطة في ١٦٧ : و ١٦٩.