رد إلى علي بن الحسين ع صدقات رسول الله ص وعلي بن أبي طالب ع وكانتا مضمونتين فخرج عمر بن علي إلى عبد الملك يتظلم إليه من نفسه فقال عبد الملك أقول كما قال ابن أبي الحقيق :
إنا إذا مالت دواعي الهوى |
|
وأنصت السامع للقائل |
واصطرع الناس بألبابهم |
|
نقضي بحكم عادل فاضل |
لا نجعل الباطل حقا ولا |
|
نلط دون الحق بالباطل |
نخاف أن تسفه أحلامنا |
|
فتحمل الدهر مع الخامل |
حدثنا الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين ع أنه كان يقول لم أر مثل التقدم في الدعاء فإن العبد ليس تحضره الإجابة في كل وقت.
وكان مما حفظ عنه ع من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة (١)
__________________
(١) وهو مسلم بن عقبة المرى ، وسموه لقبيح صنيعه واسرافه في اهراق الدماء مسرفا ، بعثه يزيد بن معاوية في سنة ٦٣ لمقاتلة أهل المدينة فعلى الباعث والمبعوث لعائن اللّه والملائكة والناس أجمعين فنزل حرة وأقم وخرج إليه أهل المدينة يحاربونه فكسرهم وقتل من الموالى ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل ومن الأنصار ألفا وأربعمائة ، وقيل ألفا وسبعمائة ومن قريش ألفا وثلاثمائة ، ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذرّية واستباحوا الفروج وحملت منهم ثمانمائة حرة وولدن وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرة ولم يسلم منهم بيت إلا بيت عليّ بن الحسين (ع) وذلك لوصية يزيد له في أمره وقال له وانظر عليّ بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا وادن مجلسه فإنه لم يدخل في شيء مما دخل أهل المدينة فيه ، ثمّ أحضر الأعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض الا أن يبايعوه على أنّهم عبيد يزيد بن معاوية ، فمن تلكأ وأبطأ في البيعة أمر بضرب عنقه ثمّ انصرف بعد هذه الاعمال القبيحة نحو مكّة لمقاتلة عبد اللّه بن الزبير وهو مريض مدنف فمات بعد أيّام والقصة طويلة مدونة في كتب التواريخ أشرنا إليها ، وكانت بعد قتل الحسين (ع) ورمى الكعبة بالمنجنيق من أشنع شيء جرى في أيّام يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب