وعن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي محمد إذ دخل عليه شاب حسن الوجه فقلت في نفسي من هذا فقال أبو محمد هذا ابن أم غانم صاحبة الحصاة التي طبع فيها آبائي وقد جاءني أطبع فيها هات حصاتك فأخرج حصاة فإذا فيها موضع أملس فطبع فيها بخاتم معه فانطبع قال واسم اليماني مهجع بن سفيان بن علم ابن أم غانم اليمانية.
قال خرج أبو محمد في جنازة أبي الحسن وقميصه مشقوق فكتب إليه أبو عون قرابة نجاح بن سلمة من رأيت أو بلغك من الأئمة شق ثوبه في مثل هذا فكتب إليه أبو محمد يا أحمق وما يدريك ما هذا قد شق موسى على هارون.
وعن جعفر بن محمد القلانسي قال كتب محمد أخي إلى أبي محمد وامرأته حامل مقرب أن يدعو الله أن يخلصها ويرزقه ذكرا ويسميه فكتب يدعو الله بالصلاح ويقول رزقك الله ذكرا سويا ونعم الاسم محمد وعبد الرحمن فولدت اثنين في بطن أحدهما في رجله زوائد في أصابعه والآخر سوى فسمى واحدا محمدا والآخر صاحب الزوائد عبد الرحمن.
وعن جعفر بن محمد القلانسي قال كتبت إلى أبي محمد مع محمد بن عبد الجبار وكان خادما يسأله عن مسائل كثيرة ويسأله الدعاء لأخ له خرج إلى أرمنية يجلب غنما فورد الجواب بما سأل ولم يذكر أخاه فيه بشيء فورد الخبر بعد ذلك إن أخاه مات يوم كتب أبو محمد جواب المسائل فعلمنا أنه لم يذكر لأنه علم بموته.
وعن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي محمد فقال إذا خرج القائم أمر بهدم المنار والمقاصير التي في المساجد فقلت في نفسي لأي معنى هذا فأقبل علي وقال معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي ولا حجة.
وعن داود بن القاسم الجعفري قال سألت أبا محمد عن قول الله عزوجل (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) (١) قال كلهم من آل محمد الظالم لنفسه الذي
__________________
(١) الفاطر : ٣٢.