لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ولسقط معنى الوعد والوعيد ولم يكن على المسيء لائمة ولا للمحسن محمدة ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب والمذنب أولى بالإحسان من المحسن تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وقدرية هذه الأمة ومجوسها يا شيخ إن الله عزوجل كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا (١) (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)
__________________
ـ وأنتم مقيمون ، وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ، ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين ، فقال له الشيخ : وكيف لم نكن في شيء ممن حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ فقال له : وتظن انه كان قضاء حتما ا ه». وسيأتي معنى قوله «وعند اللّه احتسب عنائي» في آخر الحديث.
__________________
(١) قال المجلسيّ (ره) في البحار : قوله عند اللّه أحتسب عنائي اي لما لم نكن مستحقين للاجر لكوننا مجبورين فأحتسب اجر مشقتى عند اللّه لعله يثيبنى بلطفه ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل الإنكار ، وقال الجزري : الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد وانما قيل لمن ينوى بعمله وجه اللّه : احتسبه لان له حينئذ أن يعتد عمله ، والاحتساب في الاعمال الصالحات ، وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الاجر وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها. «انتهى»
وقال الأستاذ العلامة الطباطبائي دامت بركاته في تفسيره الميزان ج ١ : ٩٧ بعد ذكر الحديث :
كان القول بالقضاء والقدر في الصدر الأول مساوقا لارتفاع الحسن والقبح والجزاء بالاستحقاق ولذلك لما سمع الشيخ منه عليه السلام كون المسير بقضاء وقدر قال وهو في مقام التأثر واليأس : عند اللّه احتسب عنائي اي ان مسيري وارادتى فاقدة الجدوى من حيث تعلق الإرادة الإلهيّة بها فلم يبق لي الا العناء والتعب من الفعل فأحتسبه عند ربى فهو الذي أتعبنى بذلك ، فأجاب عنه الإمام (ع) : بقوله «لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب. ا ه» وهو أخذ بالأصول العقلائية التي أساس التشريع مبنى عليها ، واستدلّ في ـ